غيّب الموت أمس الأربعاء، الشاعر الليبي المناضل الكبير، محمد فرحات الشلطامي عن عمر يناهز الخامسة والستين سنة بعد معاناة طويلة مع مرض القلب. وقد عرف الشاعر محمد الشلطامي بموقفه المعارض الحاد لسلطة الانقلاب العسكري الذي وقع فى الفاتح من سبتمبر 1969 ، ودخل السجن ومكث به عدة سنوات بسبب هذا الموقف ، وكان من أبرز ضحايا القمع بسبب الثورة الثقافية التى أعلنها العقيد معمر القذافى فى أبريل سنة 1973 ! وقصائده التى كانت تهاجم الدكتاتورية والاستبداد وتدافع عن قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وقد رفض كل المحاولات التي بذلها النظام لاحتوائه والضغط عليه لتغيير مواقفه.
الشاعر محمد الشلطامي مولود فى مدينة بنغازي سنة 1945 وبدأ حياته مدرسا وعمل موظفا بدار الكتب الوطنية، ولم يسمح له بالمشاركة فى أي ملتقى أو مهرجان شعري الا مرة واحدة على مدى ثلاثين سنة، وكانت الأخيرة عندما شارك بإلقاء عدد من قصائده فى مهرجان الأسطى عمر للفكر والفنون فى شهر مارس سنة 2008 !!
وللشاعر الراحل عدة دواوين شعرية منها : - منشورات ضد السلطة - يوميات تجربة شخصية - الحزن العميق – أفراح سرية – قصائد عن شمس النهار - قصائد عن الموت والحب والحرية – الليل فى المدائن الكبرى .
وفي مرثية صديقه كتب احمد الفيتوري، "غب خروجه من محنته الثانية، غب خروجه من السجن عام 1973م التقيت به للمرة الأولي، كان هذا في مكتبه بمجمع المرافق حيث كان موظفا دون وظيفة، وكانت الكاتبة سالمة الفاخري معه في هذه الوظيفة، حدثني فقال الكثير عن السرطان وعن التسرطن؛ وأن هذا الخبيث ليس خبثه فحسب فيما يفعله، بل في الطرق التي يفعل بها خبثه هذا. كنت غرا في العقد الثاني من العمر والدهشة من هذا اللقاء بددها هذا الحديث المتسرطن، لم أفقه فقه السرطان هذا، والحديث عن المرض في حضرة شاعر.
أنقذني من خيبة اللقاء الأول لقاء ثانيا في طرابلس رفقة الأستاذ رجب المشيطي من كان أيضا قد خرج لتوه من السجن، لقائنا هذا في طرابلس في فندق ثم في مقهى الأوروا ( الفجر )، جلنا في الشعر والحرية والوطن والثقافة، ومن ذاك شدني الرحيل إليه.
كنت كجيلي قد اتخذنا ديوانه الأول : تذاكر إلي الجحيم إنجيلا ؛ صدر الديوان في مطلع السبعينات، كهدية مع عدد خاص من مجلة جيل ورسالة التي تصدرها مفوضية كشاف ليبيا. وكان الديوان كتيبا صغيرا كما الكتيبات التي تصدر حينها وتضم الأدبيات الثورية. وقد حفظ الكثيرون ما جاء فيه وردده حتى الأميون، ثم في أحداث الطلبة عام 1976 م ردد الطلبة أغانيه المكتوبة بالعامية والتي تغني بها فتحي الصور، كما استخدمت أشعاره كملصقات في الجامعات أثناء تلك الأحداث مما أداء لدخوله السجن للمرة الثالثة.
كان سجنه الأول عام 1964 م – في العهد الملكي - علي ما أذكر في قضية اتهم فيها بالانضمام لتنظيم حركة القوميين العرب التي كان يرئسها الحكيم ( جورج حبش ).
وكنت مثلما كل قارئي في البلاد متابعا للنزر اليسير الذي نحصل عليه من شعره، وقد نشرت بعض من قصائده خارج البلاد في مجلة الأقلام العراقية مثلا، وقد هربنا شعره بيننا.
ولم يكن له آنذاك غير ديوانين صدرا له هدية مع مجلة جيل ورسالة وديوانه الثاني : أنشودة الحزن العميق ما أضاء تجربة الشاعر وخصوصيته، وقد كتب الصادق النيهوم مقالة يتيمة عن شعر الشلطامي هذا، وحينها كان كما تزكية من كاتب نجم، له تأثير واسع علي القراء كافة.
فيما بعد لعقد لم نلتق لقد دخلت في أتون ما جربه هو قبلي سجنت لعقد من الزمان، غب خروجي التقينا، وعقب ذاك لمتنا مزرعة الدكتور محمد المفتي في مزرعته الصغيرة كثلاثي المرح، كنا حقا نمرح معا كل جمعة، ثم التحق بينا الصديق عطية الأوجلي من حول المثلث إلي مربع قائم الزاوية، كل جمعة إذا نقص عضو تداعي له سائر الأعضاء، وقد واكبنا بعض الأصدقاء زائرين بين حين وأخر.
في جمعتنا هذه، في معتزلنا هذا، كانت معركة حامية الوطيس حول قهوة يعدها الشلطامي، ويجلبها المفتي من نشكك في أنه دس شيئا ما في تلكم القهوة، كنا لا نسكت وكانت ندوة عامرة، حوار لا يكل و لا يمل حول ما يشغلنا ؛ وكان الوطن عنده كالشعر متلازمين ومن لزوم ما يلزم.
حينا كنت وهو نتناجى معا – حين غياب المفتي مقلما للأشجار أو ما شابه – وكان كثيرا ما يبوح لي بما في نفسه ويسر لي ما تسر هذه النفس العتيدة".
__________________
الشاعر محمد الشلطامي مولود فى مدينة بنغازي سنة 1945 وبدأ حياته مدرسا وعمل موظفا بدار الكتب الوطنية، ولم يسمح له بالمشاركة فى أي ملتقى أو مهرجان شعري الا مرة واحدة على مدى ثلاثين سنة، وكانت الأخيرة عندما شارك بإلقاء عدد من قصائده فى مهرجان الأسطى عمر للفكر والفنون فى شهر مارس سنة 2008 !!
وللشاعر الراحل عدة دواوين شعرية منها : - منشورات ضد السلطة - يوميات تجربة شخصية - الحزن العميق – أفراح سرية – قصائد عن شمس النهار - قصائد عن الموت والحب والحرية – الليل فى المدائن الكبرى .
وفي مرثية صديقه كتب احمد الفيتوري، "غب خروجه من محنته الثانية، غب خروجه من السجن عام 1973م التقيت به للمرة الأولي، كان هذا في مكتبه بمجمع المرافق حيث كان موظفا دون وظيفة، وكانت الكاتبة سالمة الفاخري معه في هذه الوظيفة، حدثني فقال الكثير عن السرطان وعن التسرطن؛ وأن هذا الخبيث ليس خبثه فحسب فيما يفعله، بل في الطرق التي يفعل بها خبثه هذا. كنت غرا في العقد الثاني من العمر والدهشة من هذا اللقاء بددها هذا الحديث المتسرطن، لم أفقه فقه السرطان هذا، والحديث عن المرض في حضرة شاعر.
أنقذني من خيبة اللقاء الأول لقاء ثانيا في طرابلس رفقة الأستاذ رجب المشيطي من كان أيضا قد خرج لتوه من السجن، لقائنا هذا في طرابلس في فندق ثم في مقهى الأوروا ( الفجر )، جلنا في الشعر والحرية والوطن والثقافة، ومن ذاك شدني الرحيل إليه.
كنت كجيلي قد اتخذنا ديوانه الأول : تذاكر إلي الجحيم إنجيلا ؛ صدر الديوان في مطلع السبعينات، كهدية مع عدد خاص من مجلة جيل ورسالة التي تصدرها مفوضية كشاف ليبيا. وكان الديوان كتيبا صغيرا كما الكتيبات التي تصدر حينها وتضم الأدبيات الثورية. وقد حفظ الكثيرون ما جاء فيه وردده حتى الأميون، ثم في أحداث الطلبة عام 1976 م ردد الطلبة أغانيه المكتوبة بالعامية والتي تغني بها فتحي الصور، كما استخدمت أشعاره كملصقات في الجامعات أثناء تلك الأحداث مما أداء لدخوله السجن للمرة الثالثة.
كان سجنه الأول عام 1964 م – في العهد الملكي - علي ما أذكر في قضية اتهم فيها بالانضمام لتنظيم حركة القوميين العرب التي كان يرئسها الحكيم ( جورج حبش ).
وكنت مثلما كل قارئي في البلاد متابعا للنزر اليسير الذي نحصل عليه من شعره، وقد نشرت بعض من قصائده خارج البلاد في مجلة الأقلام العراقية مثلا، وقد هربنا شعره بيننا.
ولم يكن له آنذاك غير ديوانين صدرا له هدية مع مجلة جيل ورسالة وديوانه الثاني : أنشودة الحزن العميق ما أضاء تجربة الشاعر وخصوصيته، وقد كتب الصادق النيهوم مقالة يتيمة عن شعر الشلطامي هذا، وحينها كان كما تزكية من كاتب نجم، له تأثير واسع علي القراء كافة.
فيما بعد لعقد لم نلتق لقد دخلت في أتون ما جربه هو قبلي سجنت لعقد من الزمان، غب خروجي التقينا، وعقب ذاك لمتنا مزرعة الدكتور محمد المفتي في مزرعته الصغيرة كثلاثي المرح، كنا حقا نمرح معا كل جمعة، ثم التحق بينا الصديق عطية الأوجلي من حول المثلث إلي مربع قائم الزاوية، كل جمعة إذا نقص عضو تداعي له سائر الأعضاء، وقد واكبنا بعض الأصدقاء زائرين بين حين وأخر.
في جمعتنا هذه، في معتزلنا هذا، كانت معركة حامية الوطيس حول قهوة يعدها الشلطامي، ويجلبها المفتي من نشكك في أنه دس شيئا ما في تلكم القهوة، كنا لا نسكت وكانت ندوة عامرة، حوار لا يكل و لا يمل حول ما يشغلنا ؛ وكان الوطن عنده كالشعر متلازمين ومن لزوم ما يلزم.
حينا كنت وهو نتناجى معا – حين غياب المفتي مقلما للأشجار أو ما شابه – وكان كثيرا ما يبوح لي بما في نفسه ويسر لي ما تسر هذه النفس العتيدة".
__________________
الخميس نوفمبر 08, 2012 2:24 pm من طرف يزن التكريتي
» اميل مرام البرشلونيه المحمي بشبكه احباب العراق
الجمعة يوليو 20, 2012 12:03 am من طرف أبو جارح
» تعال كلي ليش دة سوي هيج ؟ وعلى اختك المسلمة ؟
الأحد مايو 01, 2011 5:35 am من طرف عاشق المطر
» ساعدوني ارجوكم
الثلاثاء مارس 15, 2011 8:45 pm من طرف حواء المغرب
» لمادا رحلت
الإثنين مارس 14, 2011 10:13 pm من طرف حواء المغرب
» ضع قصيده اذهلتني على الاخوت والاصدقاء
الإثنين مارس 14, 2011 10:11 pm من طرف حواء المغرب
» تحميل مسلسل وادي الذئاب الجزء 5 الحلقة 4 مترجمة
السبت أكتوبر 09, 2010 6:14 am من طرف سكيورتي تكريت.
» اميل بنت صغيرة عمرها 18 من الكرادة
الخميس سبتمبر 02, 2010 4:29 am من طرف طه ياسين محمد
» اميل بنت الرافدين
الأربعاء سبتمبر 01, 2010 5:39 am من طرف عشوق